الصناعة في أوروبا قديماً
الصناعة في أوروبا قديماً شكّلت مناطق شمال إنجلترا، وميدلاند، وكاتالونيا، ووادي بو، وفلاندرز وضعاً استثنائيّاً خلال القرن الثامن عشر، فقد عمل أهلها بالمناجم، والمطاحن، والمحاجر، والمصانع المنتجة للنسيج، وعلى الرغم من بدائيّة المؤسسات الصناعيّة والآلات، إلا أنّ طواحين الهواء التي وُجدتْ في الأرياف الواقعة على طول نهر الزان في هولندا قد أثارت دهشة وإعجاب بيتر الأكبر عندما زارها عام 1697م، إذ أُسندت 500 طاحونة هواء على الخشب، وقد امتلأت الساحات المحيطة بالرافعات، ورُصفت بقطع الخشب، هذا كما بلغ إنتاج الطاحونة الواحدة يوميّاً ما مقداره 17 كيلوغراماً من الدقيق في القرن الثاني عشر.[١]
وقد شكّل الهرم الإنتاجيّ في نظام الصناعة القديم علاقةً متداخلة بين العمّال، والتجّار، ورجال الأعمال، فبينما يوفّر رجال الأعمال ما يلزم لعمّال المعادن من المواد الخام، ووسائل النقل، والوقود، والأجور فإنّ تصريف منتجاتهم من السكاكين، أو إبر الخياطة لم يقتصر على السوق المحليّ، بل اعتمدوا في ذلك على رجال الأعمال أيضاً في تسويقها على نطاق أوسع، هذا وشملت مناطق إنجلترا توسّعاً إنتاجيّاً قائماً على نظام الصناعة الجديد، فقد زاد عدد الماكينات الصناعيّة، هذا كما انعكس ذلك أيضاً على الفلاحين في ساكسونيا الانتخابيّة الذين تحولوا من الزراعة إلى الصناعة، إذ ارتفعت نسبة الفلاحين العاملين في الصناعة من 5-30% بين عامي 1550 و1750م.
الثورة الصناعية في أوروبا
النصف الثاني من القرن الثامن عشر الشرارة الأولى التي غيّرت العالم تقنيّاً وعلميّاً، فمنذ حلول ستينيّات القرن التاسع عشر بدأت الثورة الصناعيّة الأولى في أوروبا، والتي أدّت لتغيير النمط الاقتصاديّ، والحياتيّ للناس، حيث سادت الصناعات المعتمدة على الفحم والحديد، الأمر الذي أدّى إلى تطوير أنظمة الإنتاج، هذا إلى جانب إدخال طاقة البخار في تطوير أنظمة المواصلات، الأمر الذي أدّى إلى تطوّر ونمو سكانيّ لم يشهده العالم مثله قط.
توزيع الصناعات حسب الأقاليم الأوروبية
تُشتهر الأماكن الجبليّة في شرق أوروبا، والدول الاسكندنافيّة بصناعة الأخشاب. هذا كما يتّم زراعة العديد من الخضار، والفواكه، وكروم العنب في مناطق البحر الأبيض المتوسط، وتمتاز كلّ من: روسيا، وألمانيا، وبولندا، وجمهوريّة التشيك بإنتاجها أكثر من ثلث كميّة الفحم في العالم، إضافةً إلى تميّزها بصناعة الرواسب المعدنيّة، مثل: الرصاص، والبوكسيت، والزنك، والبوتاسيوم، والزئبق، بينما امتازت رومانيا بأنّها أكبر الدول المنتجة للنفط في أوروبا، حتّى بدأت دول بحر الشمال، خاصةً بريطانيا باستخراج ثرواتها النفطيّة والاستفادة منها، هذا كما تقع أكبر المناطق الصناعيّة في المناطق الوسطى الغربيّة، خاصةً في شمال وشمال شرق فرنسا، وحوض الرور، وبالقرب من موانئ البحر الشماليّة في أنتويرب، وأمستردام، وروتردام، وهامبورغ.[٣]
نبذة عن الصناعة في إيطاليا
تُصنّف إيطاليا كواحدةً من الدول الصناعية الرّائدة على مستوى العالم،[١] إذ تتميّز باقتصاد مُتقدّم، فهي تحتلّ المرتبة الثامنة عالمياً من حيث قيمة الناتج المحلي الإجمالي،[٢] ويُذكر أنّه خلال فترة الثمانينيات من القرن العشرين تمّ إجراء مجموعةً من الإصلاحات التي ساهمت في نموّ وتطوّر الاقتصاد الإيطالي الذي تميّز بالأعمال التجارية الصغيرة والمتوسطة، كتجارة المجوهرات، والمُنتجات الجلدية، والمنسوجات، والآلات، بالإضافة إلى صناعة الملابس، والأثاث، والأحذية، وغيرها.
أكبر الصناعات الإيطالية مجال السياحة
السياحة من الصناعات الإيطالية الكبيرة، إذ تُشكّل ما يُقارب 11.8% من الناتج المحلي الإجمالي للدولة، كما توفّر فرص عمل بنسبة تصل إلى 12.8% من إجمالي الوظائف في إيطاليا، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ إيطاليا تتميّز باحتوائها على نحو 51 موقعاً أثرياً تابعاً لمنظمة اليونسكو العالمية، كما تضمّ العديد من المدن التي تشهد تدفقاً سياحياً من مختلف دول العالم، مثل: ألمانيا، والصين، والنمسا، والولايات المتّحدة الأمريكية، وسويسرا، وفرنسا، والمملكة المتّحدة، ومن هذه المدن: روما، والبندقية، وميلانو، وفلورنسا، وغيرها، وللتعرّف على أجمل المدن الإيطالية، يمكنك قراءة مقال ما أجمل مدن إيطاليا، وقد شهد عام 2014م استقبال حوالي 48.6 مليون سائح، ممّا جعل إيطاليا تحتلّ بذلك المرتبة الخامسة عالمياً من حيث عدد السُيّاح الدوليين الوافدين.
الصناعة التحويلية
تتخصّص الشركات الإيطالية الصغيرة والمتوسطة الحجم في إنتاج مُنتجات عالية الجودة، وذات تكاليف عمالة مُنخفضة، ممّا يساهم في دعم اقتصاد الدولة، فقد تميّزت إيطاليا بتطوير صناعة السيّارات، والحديد، بالإضافة إلى مجموعةً من الصناعات الحديثة التي تمثّلت في إنتاج الآلات المختلفة، كما تشتهر المناطق الوسطى والشمالية الشرقية فيها بالعديد من المنتجات الحرفية، كبلاط السيراميك، والأثاث الخشبي.[١]
مجال الزراعة
بدأ الإنتاج الزراعي في إيطاليا مع إصدار قانون إصلاح الأراضي في عام 1950م، والذي أقرّ إعادة توزيع الأراضي، وضمان الاستخدام الفعّال لها، وتشتهر إيطاليا بريادتها في إنتاج الفواكه خاصةً البرتقال، والكيوي، والخوخ، والليمون، والتفاح، والكرز، والمشمش، والعنب، بالإضافة إلى ازدهارها في قطاع الثروة الحيوانية، وصيد الأسماك.
قطاع الخدمات
قطاع الخدمات أحد الصناعات الإيطالية التي تشهد نموّاً ملحوظاً. إذ يعمل في هذا القطاع حوالي 68% من الإيطاليين، ويُساهم بنحو 74% من الناتج المحلي الإجمالي للدولة, فقد شهدت البلاد تطوير البنية التحتية، وطرق النقل المختلفة، كما يُعدّ القطاع المصرفي فيها أحد المكوّنات الرئيسية لاقتصادها الحديث، إلى جانب قطاع الاتصالات الذي يتميّز بانتشار كبير.
تتميّز إيطاليا بتصدير الأزياء عالمياً. كما وصلت إيرادات قطاع الأزياء في الدولة في عام 2020م إلى نحو 5,274 مليون دولاراً أمريكياً.وبالإضافة إلى ذلك فقد ساهم بيع الأزياء عبر الإنترنت بما نسبته 20% من إيرادات الأزياء الإيطالية لعام 2018م.
صناعات أخرى في إيطاليا
يوجد العديد من الصناعات الأخرى التي تشتهر بها إيطاليا. ومنها ما يأتي:[٥] التعدين والمحاجر. الفخار، والزجاج، والورق. صناعة المواد الكيميائية التي اقتصرت في بدايتها على إنتاج الأسمدة. والمُبيدات الفطرية, ثمّ تطوّرت لتشمل صناعة البتروكيميائيات بسبب اكتشاف النفط في فترة الخمسينيات من القرن العشرين.كما ساعد اكتشاف الغاز الطبيعي فيما بعد على إنتاج المطّاط الصناعي، والألياف الاصطناعية. صناعة الأغذية، والمشروبات.
أسباب الثورة الصناعية
مجموعة من الأسباب أدت إلى ظهور الثورة الصناعية.وهي: ظهور مجموعة من الأفكار العلمية، والاختراعات التي طرحت فكرة رئيسية اعتمدت على استخدام الآلات كوسيلةٍ من وسائل الإنتاج الصناعي. التفكير بتحسين الإنتاج الزراعي عن طريق الاعتماد على الآلات الزراعية في زراعة، وحصاد الحبوب، والمحاصيل المختلفة. الحرص على الزيادة من كفاءة الإنتاج، والتقليل من الجهد، والوقت المطلوب في عملية الإنتاج. إنجاز المهام، والأعمال التي لا يمكن القيام بها يدوياً. التقليل من تكاليف عمليات التشغيل، من خلال الاستغناء عن العمالة، واستبدالها بالآلات التي تتميّز بتكلفتها القليلة. التخطيط للتوفير المالي من خلال الاعتماد على الخطط الصناعية الآلية في إنتاج العديد من المواد. الأسعار مفاجأة كيف تمتلك جزيرة خاصة في السويد؟