- Knowledge is power
- The Future Of Possible
- Hibs and Ross County fans on final
- Tip of the day: That man again
- Hibs and Ross County fans on final
- Spieth in danger of missing cut
الأطلسي بدلاً من الصحراء طرق جديدة
طرق جديدة للوصول إلى أوروبا. تتغير طرق الهجرة بين إفريقيا وأوروبا، إذ بلغ عدد المهاجرين إلى جزر الكناري في الأشهر القليلة الماضية ستة أضعاف العدد المعتاد مقارنة بالعام السابق. أزمة كورونا هي سبب واحد فقط من بين أسباب أخرى أدت لذلك.
كان المحيط هادئا بشكل مدهش بعد ظهر ذلك اليوم – على الأقل بالنسبة لما هو معتاد بجزيرة فورتفنتورا الإسبانية. يظهر الشاب الغيني عبدول (عبد الكريم) كمارا جالسا على جسر صغير ويتذكر ذلك اليوم في أوائل الصيف عندما وصل إلى الجزيرة الإسبانية. كانت موجات المحيط الأطلسي آنذاك مرتفعة على نحو خطير. وأمضى الشاب الغيني ثلاثة أيام في الزورق المطاطي حتى وصل إلى هنا. بدأت الرحلة في جنوب المغرب – وقد أشرف الشاب على الهلاك خلالها.
وفي مقابلته يتذكر كامارا الرحلة قائلا: “سمعنا فجأة تسرب الهواء من القارب المطاطي. كان لدي شعور يراودني: ربما تكون هذه نهايتك حقًا الآن. الشيء الوحيد الذي كنت أفكر فيه هو أختي الصغيرة، التي كان سيتحتم عليها أن تدبر أمرها بدوني. ووقعت لي صدمة أصابتني بالتحجر”.
أخطر معبر في العالم
تمكن المهاجرون من إيقاف تسريب الهواء من الزورق ووصلوا إلى جزيرة فورتفنتورا. وبذلك يعد عبدالكريم كمارا واحدا من حوالي 5000 مهاجر إفريقي وصلوا إلى جزر الكناري منذ بداية العام الحالي – بزيادة أكثر من 600 في المائة مقارنة بعام 2019.
كان المهاجرون بين أفريقيا ومجموعة الجزر الإسبانية يستخدمون هذا الطريق بالفعل بنشاط في الماضي. وفي منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وصل عشرات الآلاف من المهاجرين إلى هذه الجزر. لكن منذ ذلك الحين، لم يجرؤ سوى عدد قليل من القوارب على العبور – وذلك لعدة أسباب ليس أقلها أن الطريق يعتبر أخطر معبر في العالم: فوفقًا لمنظمات الإغاثة، يموت هنا واحد من كل 16 مهاجراً.
طرق جديدة للوصول إلى أوروبا لايزال العديد من المراقبين في حيرة من أمرهم بشأن كثرة استخدام هذا المعبر مجددا. وفي حديثه يشير برام فروس، الخبير بمركز الهجرة المختلطة (Mixed Migration Center)، وهو معهد أبحاث مستقل في جنيف بسويسرا، إلى الآثار العالمية لجائحة كورونا قائلا: “إن العواقب الاجتماعية والاقتصادية للجائحة تزيد من رغبة وبالتأكيد من حاجة الكثير من البشر إلى الهجرة وفي نفس الوقت، فإنها تحرمهم من الكثير من الفرص للقيام بذلك”.
ويوضح فروس “من ناحية، الناس لديهم أموال أقل للرحلة، ومن ناحية أخرى، فإن حرية التنقل مقيدة في كل مكان. ليس فقط بسبب إغلاق الكثير من الحدود: يمكنك حاليا أن تلاحظ تناقصا في أعداد مهربي المهاجرين على العديد من الطرق الكلاسيكية المعتادة”.
إسبانيا ضحية لنجاحها الخاص
لكن أسباب تحول مسارات الهجرة حاليا لا تتعلق فقط بأزمة جائحة كورونا. ففي السنوات الأخيرة، أبرمت الدول الأوروبية اتفاقيات مختلفة مع دول العبور (التي يمر بها المهاجرون) مثل النيجر وليبيا، والتي تعمل دائما وفقا لنفس النمط وهو: على الدول الأفريقية أن تفعل المزيد لمنع المهاجرين من المرور قبل فترة طويلة من وصولهم إلى ساحل شمال إفريقيا. في المقابل، تقوم أوروبا بتحويل مبالغ كبيرة إلى هذه البلدان مع زيادة التزامها بالتنمية فيها.
وبرغم ذلك ففي كثير من الأحيان تضمن مثل هذه الصفقات فقط تغيير طرق الهجرة. وفي حالة جزر الكناري، فإنه من المحتمل أن تكون إسبانيا ضحية لدبلوماسية الهجرة الخاصة بها. ويوضح الخبير فروس في معرض حديثه عندما تزايدت أعداد المهاجرين بين المغرب والبر الإسباني بشكل كبير، حولت إسبانيا تقريبا 30 مليون يورو إلى المغرب بعدها بأسبوع، تحت مسمى التعاون في مجال الهجرة“.
طرق جديدة للوصول إلى أوروبا حافظ المغرب على الجانب الخاص به من الصفقة، وطرد المهاجرين من المناطق القريبة من الساحل، فانخفض عدد الوافدين إلى إسبانيا إلى أكثر من 4000 في النصف الأول من عام 2020. وكانت النتيجة: يحاول المهاجرون في جنوب المغرب الآن بالفعل ركوب القوارب، من إقليم الصحراء الغربية، الذي تسيطر عليه المغرب، متوجهين نحو الجنوب للوصول إلى جزر الكناري بدلا من البر الرئيسي لإسبانيا.